يتصف الشخص الناجح بصفات شخصية مختلفة عن صفات الشخص العادي، أهمها وجهة نظره تجاه الفشل.
يعتبر الفشل من أسوء الأمور التي قد تحدث لشخص ما. والفشل أمام الملأ، كالأصدقاء والزملاء، قد يكون محبطاً إلى أبعد الحدود
لقد تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن الفشل سيء ويجب تجنبه. فعندما يرسب الطالب في احد الامتحانات المدرسية، يخبره الجميع بأن هذا أمراً فظيعاً
الانسانية بأكملها تحب النجاح لدرجة العبادة والفرق الوحيد بين الناس والمجتمعات هو تحديد في أي شيء يجب تحقيق النجاح: التجارة، الدين، الدراسة، الفن.
الفشل كتجربة
وفي حين ننظر للفشل كتجربة سلبية يجب طيّها لتجنب الإحراج والألم المرافق لها لا يتقبل المبادرالناجح الفشل كنتيجة نهائية بل كخطوة على درب الحياة الطويل. فعندما يفشل، لا يستسلم المبادر الناجح لليأس بل يقوم بتحليل وتحديد مكان خطئه لينتفع من تجربته. يتوقف المبادر الناجح لحظة ليفكر لماذا بذل أقصى جهده لم يحقق له النتائج المرجوة. ثم يصلّح هذا الخطأ في سلوكه أو في سلوك شركته في محاولته القادمة
قد يكون أكبر ضرر يسببه الفشل للمبادرين الجدد ليس الفشل بحد ذاته، بل الخوف من الفشل. فهنالك الكثير من الناس مع أفكار لامعة لطرح منتجات وخدمات جديدة لكن الخوف من الفشل يمنعهم من تحقيق مبتغاهم
الخوف
في حين أن الخوف يمنع الكثير من الناس من محاولة تحقيق أحلامهم، يدفع حب المغامرة المبادر الناجح والطموح، والذي لا يراوده شعور الخوف، إلى دخول تجربة جديدة، واذا فشل يجرب مرة أخرى تلو الأخرى
ان انعدام الخوف لدى المبادر الناجح أيضاً يساعد الاخرين على التغلب على شعورهم بعدم الامان. فبعض المبادرات الناجحة بدأت برؤية طموحة لدى شخص بصحبة مبادر لم يتوانى في محاولة جعل حلمه حقيقة
ان نظرة المبادر الإيجابية تجاه الفشل تعود بالمنفعة أيضا على المستثمرين والمموّلين فبالتالي جميع المبادرات تحتاج تجنيد الاموال اللازمة لبناء الشركات وتغطية النفقات
ان المستثمر لا يرى المبادر الذي فشل في تجربة ما كفاشل بل يرى شخصاً لم يدع الخوف من الفشل يوقفه. ان المستثمر يرى شخصاً يقوده حب النجاح الذي يعني الفوز
ان البعض يولدون مع نظرة المبادر الايجابية تجاه الخوف لكن البعض الأخر يستطيع تطوير ذلك بصورة ذاتية
عندما يتعلم شخص ما أساليب القتال الشرقية كالجودو مثلاً فان ما يتعلمه أولاً هو السقوط على الأرض دون ايذاء نفسه ومن ثم يبدأ بتعلم القتال وثم ممارسة القتال بعينه قدر الامكان (والسقوط). فكلما يسقط على الأرض يسأل نفسه كيف نجح خصمه في اسقاطه وماذا عليه أن يغيّر في الجولة القادمة
ومن هنا، على المبادر أن يتقبل الفشل بالضبط مثل محارب الجودو وذلك كخطوة أخرى على الطريق. خطوة يجب التعلم منها وليس الاستسلام لها، فالتجربة كفيلة بتحقيق النجاح
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق